
انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والأوساط الصهيونية بالعملية النوعية التي نفذها حزب الله ضد قاعدة ميرون للإدارة الجوية في شمال فلسطن المحتلة، متحدثين عن أهمية العملية وما حققته من إنجاز ميداني كبير.
وقالت القناة 12 العبرية، إن التقديرات داخل الجيش الإسرائيلي أن حزب الله استخدم صواريخ كورنيت EM يتراوح مداها بين 8 حتى 10 كيلومترات، مشيرةً إلى أن القبة الحديدية غير قادرة على التعامل مع هذا النوع من الصواريخ بسبب شكل مسارها (مستقيم وليس على شكل قوس).
وأضاف القناة أن "كورنيت EM" هو صناعة روسية والفرق بينه وبين الكورنيت العادي هو المدى.
وكان حزب الله أعلن صباح أمس السبت استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ 62 صاروخًا من أنواع متعدّدة موقعا فيها إصابات مباشرة ومؤكّدة، موضحا في بيان ان ذلك جاء "في إطار الرد الأوّلي على جريمة اغتيال القائد الكبير الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وفي هذا الإطار، تحدث مصدر أمني مطلع حول تفاصيل عملية استهداف قاعدة ميرون للإدارة الجوية في شمال فلسطين المحتلة
وأكد المصدر أن قاعدة ميرون، الواقعة على قمّة جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلة وهي أعلى قمّة جبل في فلسطين، كانت تشكل صلة الوصل بين القوات الجوية التي نفذت عملية اغتيال الشيخ العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت والكرياه (وزارة الحرب الاسرائيلية).
وجبل الجرمق يُعتبر أعلى نقطة في فلسطين المحتلة واستهدفت المقاومة بشكل خاص أضخم مراصد التجسس للجيش الاسرائيلي المنصوبة فوق الجبل والتي تشكل نقطة اتصال استراتيجية بين اسرائيل وقواعد الحلف الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وأوضح أن هذه القاعدة كانت تنقل صوراً لحظة بلحظة لتفاصيل العملية في أجواء لبنان والضاحية الجنوبية، مباشرةً إلى غرفة الحرب في تل أبيب.
وأضاف أن قاعدة ميرون هي هدف استراتيجي نوعي وكانت ضمن بنك أهداف المقاومة النوعية، وأن استهدافها لأول مرة منذ بدء طوفان الاقصى يُعدّ كسراً لكل قواعد الإشغال التي تقوم بها المقاومة على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
كما يُعتبر قصف مركز الإدارة والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال الكيان المحتل، توسيعاً لمديات النيران لكونه يقع على عمق أكثر من 7 كم داخل حدود فلسطين المحتلة.
وذكر المصدر أن السلاح الذي اسخدمه حزب الله، إلى جانب صواريخ "غراد" المعدلة، هو صاروخ كورنيت الموجه المطور من الجيل الرابع الذي يصل مداه بين 8 و10 كم.
وقال إن 16 صاروخ كورنيت موجّه أُطلقوا في نفس اللحظة لضمان تحقيق إصابة مباشرة ومؤكدة في غرف الردارات الاستراتيجية التي يضمها الموقع، بالإضافة الى إطلاق عدة قذائف مدفعية (هاون 80) لإشغال القبة الحديدية ومنعها من اعتراض الصواريخ.
وبحسب المصدر، فإن موقع ميرون خرج عن السيطرة العملياتية لأكثر من ساعتين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاحة عملية الاستهداف التي يراها الحزب مقدمةً لعمليات ربما تكون أكبر وأكثر ايلاماً تُخرج القاعدة بشكل كلي عن الخدمة.
من ناحية أخرى، أشار المصدر وهو على اطلاع بالتحقيقات المشتركة مع جهاز أمن المقاومة في جريمة اغتيال العاروري ورفافه، أشار إلى أنه "منذ تاريخ 27/12/2023 حتى اليوم أوقف السرب 122 في سلاح الجو الإسرائيلي ظهور نشاط طائراته بشكل كامل على مواقع التتبع"، لافتاً الى ان "معظم النشاط كان عبر طائرة النحشون أورون 452 المأهولة، بالإضافة إلى الطيران الحربي من نوع F15 وF16 الذي كان ينشط على فترات متقاربة قرب بيروت وعلى طول الساحل اللبناني".
وقبل يوم من عملية الاغتيال، جرى التنسيق بين قاعدة ميرون والسرب 122 في سلاح الجو الإسرائيلي (السرب يضم 7 طائرات)، مع غرفة الحرب في تل أبيب التي أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ الجريمة.
وفي 2 كانون الثاني/يناير 2024، وتزامناً مع تحليق طائرة الاستطلاع الإسرائيلية من نوع "هيرمز 900" في أجواء العاصمة بيروت، قامت طائرة حربية من نوع F16 بإطلاق 6 صواريخ من نوع GBU 39/B الموجهة باللايزر عبر إحداثيات GPS، استهدفت الشقة التي كان يتواجد فيها الشيخ العاروري ورفاقه.
واخترقت تلك الصواريخ الخارقة للتحصينات سقفين إسمنتيين من المبنى المستهدف، وانفجر عدد منها داخل الشقة التي كانت تتخذها حركة حماس مكتباً لها.